التهاب القصبات التحسسيّ هو التهاب حادٌّ في الشعب الهوائية المُوصلة إلى الرئتين، وبازدياد الالتهاب تزداد الشعب الهوائية ضيقاً؛ ممّا يجعل عملية تدفق الهواء إلى الرئتين أمراً بالغ الصعوبة.
يعدّ التهاب القصبات التحسسيّ من الأمراض الحادة والمزمنة التي تشكّل أحد الأسباب الرئيسة لتغيّب الأطفال عن المدرسة، وغالبية الأطفال الذين يعانون منه تظهر عليهم الأعراض ما قبل سنّ الخمس سنوات، وأكثر من نصف الأطفال تظهر عليهم أعراض التهاب القصبات التحسسيّ قبل سنّ الثلاث سنوات من العمر.
الشعب الهوائية المعروفة باسم "bronchi" حسّاسة للغاية لعدد من المحفّزات الداخلية والخازجية مثل: التغيّرات المناخية، التمارين الرياضية، الإجهاد، الحساسية، الالتهابات الفيروسية والدخان.
وفي حالة حدوث التهاب في الشعب الهوائية، فإنّ الغشاء المخاطي المبطّن للشعب الهوائية يتورّم ويفرز الكثير من الإفرازات المخاطية التي تعمل بدورها على تضيّق الشعب الهوائية وبالتالي انسدادها؛ ممّا يؤدي إلى حدوث الصفير الذي يسمع أثناء تنفّس الطفل.
طبيب الأطفال هو وحده القادر على تحديد إذا ما كان طفلك يعاني من أعراض التهاب القصبات التحسسيّ؛ وذلك عبر طرح مجموعة من الأسئلة الشائعة المتعلّقة بالأعراض المذكورة أعلاه، وبعد الفحص السريري الدقيق.
من أفضل الطرق لعلاج التهاب القصبات التحسسيّ اتباع الوقاية اللازمة، عبر التأكد من إبقاء طفلك بعيداً عن مسبّبات الحساسية الشائعة، والمحافظة على نظام غذائي صحيّ يعمل على تعزيز الجهاز المناعي لدى طفلك.
يصرف للأطفال المصابين بالتهاب القصبات التحسسيّ نوعان من الأدوية: النوع الأوّل هو العلاج سريع المفعول، الذي يحتوي على موسّعات القصبات، وهو يساعد على استرخاء العضلات في القنوات التنفسيّة لتسهيل عملية التنفس، والنوع الثاني هو العلاج الوقائي الذي يحتوي على مواد ستيرويدية مثل الكورتزون المستنشق الذي يؤخذ يومياً عن طريق جهاز صغير لمنع ازدياد أعراض التهاب القصبات التحسسيّ.
وأحياناً قد يصف لك طبيب أطفالك حبوباً تؤخذ عن طريق المضغ؛ للحدّ من الأعراض التي تصيب الأطفال الصغار، أما الأطفال الرضع فغالباً ما يتمّ إعطاؤهم حُبيبات تُخلطُ مع الأكل.
عندما يتعلّق الأمر بالتهاب القصبات التحسسيّ، فإنّ الكثير من الآباء يُبدون قلقهم تجاه استنشاق أبنائهم للستيرويد، وقد أكدت دراسة حديثة أنّ (71%) من الآباء يشعرون بالقلق من الأدوية التي تستخدم في علاج التهاب القصبات التحسسيّ، وأكثر من (53%) منهم أبدوا مخاوفهم من الآثار الجانبية التي قد تصاحب تلك الأدوية.
وخلافاً لأدوية الستيرويدية العادية، فإنّ الستيرويدات (corticosteroids) ليس لها تأثير كبير على بناء الأجسام من حيث زيادة الكتلة العضلية، وهذا يعني أنّ احتمالية تكوين عضل عند طفلك نتيجة استخدام الستيرويدات (corticosteroids) أمر غير متوقّع الحدوث، علاوة على ذلك لم يثبت طبيّاً أنّ استخدام الستيرويدات (corticosteroids) على المدى البعيد قد يحدث آثاراً جانبية خطرة أو تأخراً في النموّ.
التهاب القصبات التحسسيّ مرض وراثي في الكثير من الأحيان، ينتقل بالوراثة من أفراد الأسرة، فإنّ عانى فرد واحد أو أكثر من أفراد الأسرة من التهاب القصبات التحسسيّ، فإنّ احتمالية إصابة طفلك بهذا المرض ستكون مرتفعة، كما أنّ شدّة التهاب القصبات التحسسيّ تختلف من طفل إلى آخر، أما السبب الرئيس لمرض التهاب القصبات التحسسيّ فلم يكتشف حتى الآن.